السبت، 28 أبريل 2012

ضحية تروي لموقع الصحافه والاعلام العالمي معاناتها

موقع الصحافه والاعلام العالمي
نابلس :
لا يمكنك وأنت تسمع عن اضطهاد الأزواج لزوجاتهم تخيل هذا الأمر  ، وربما لن تصدقه إلا حين تراه عن كثب ، فكيف يمكن للأزواج أن تسول لهم أنفسهم ضرب زوجاتهم ، أليست هذه الزوجة هي الأم والأخت  والابنة ؟ أليست هذه الزوجة إنسانة تستحق الاحترام والمعاملة الحسنة ؟ ساجدة هي امرأة من منطقة نابلس عاشت حالة من الإذلال والعنف وذاقت العذاب بالألوان مع  ابن عمها الذي أصبح زوجها تقول لمراسلة  موقع الصحافه والاعلام العالمي  :" بعد أن أنهيت صف التوجيهي تقدم شبان كثيرون لخطبتي ولكن ابن عمي وقف في طريقي وقال لأبي أنا ابن عمها وأنا أحق بها ، لا أخفيكم أن ابن عمي كان مناسب لي كعريس فهو موظف في إحدى وزارات السلطة وراتبه ممتاز وعنده بيت فوافقت عليه ، وكان أبي متشجعا جدا لزواجي منه وبالفعل خطبنا سنة كاملة وفي هذه السنة بدأت الخلافات لدرجة انه كان يضربني ويشتمني ويشتم أهلي وأمي بالذات لأتفه الأسباب .
 كثير الشك
ساجدة ابنة الثلاثين عاما ولكنك أن رأيتها تظن أنها في الخمسينات من عمرها وذلك بسبب المعاناة والإذلال الذي انعكس على صحتها ومعالم وجهها تتابع حديثها والدموع تتغلغل في مقلتيها :" كان يشك بي دائما في كل كبيرة وصغيرة لدرجة انه كان يتهمني أني على علاقة مع غيره ، فذات يوم رن على جوالي رقما بالخطأ وكان حينها جالسا بالقرب مني واعتذر الشخص المتصل عن الخطأ بالاتصال ، وهنا حصل مالم يكن بالحسبان بدأ بالسب والشتم لدرجة انه ضربني أمام ناظري أمي وأبي وكسر جهاز الجوال ، عندها قررت فسخ الخطبة لكن أهلي رفضوا خوفا من كلام الناس ولأنه ابن عمي ووالدي يخاف من كلام الناس لدرجة انه ضحى بمستقبلي على أن يسمع كلمة من احد تمسني ." 
شهر بصل 
" تزوجنا وعمري 19 عاما بعام 2001 وكنت قد أنهيت فصلا دراسيا واحدا من جامعة القدس المفتوحة وحصلت على معدل يؤهلني للحصول على منح تفوق دراسي .
فبعد مرور ثلاثة أيام بدأت المشاكل حينما أصبح زوجي يتضايق لأتفه الأسباب ويشتمني بحجة أنني لا اعرف اطبخ فيقوم بكب الطبيخ بسلة النفايات ويطلب مني عمل الطبخ أكثر من مرة في النهار ولاياكل ويقول لي مابدي آكل بس بدي أغلبك وبدا الضرب والشتم ، وعندما طلبت منه القسط الجامعي لأسجل للفصل الدراسي رفض دفع المبلغ ومنعني من الخروج من البيت وحرمني من جامعتي ، مازاد الأمر صعوبة علي وجعل أول شهر زواج لي شهر بصل بدلا من شهر عسل . تتابع " أمي أصبحت توفر لي مابين 100-150 دينار كل فصل مع منحة التفوق أصبحت  اجمع قسط كل فصل وكنت اذهب للجامعة فقط يوم الامتحان ، أما زوجي لم يساهم ولو بدينار واحد في دراستي حتى المواصلات كانت توفرها لي وحتى الآن مازال متبقي لي عشر ساعات منعني من دراستها وتخرجي متوقف عليها .
قطعني من أهلي 
"بيت أهلي كان لا يبعد عنا سوى مسافة خمس دقائق مشيا ولكن كنت أراهم بالمناسبات ولوقت محدد وقصير إذ منعهم زوجي من زيارتي كما ومنع أهل أمي أي الأخوال والخالات من زيارتي ومنعني من زيارتهم ، ففي أعراس خواتي كنت أروح مثل الغريبة ساعة وحدة فقط ويا ويلي إذا تأخرت يضربني ويشتمني بألفاظ لا أخلاقية ، وفي عرس أخي الوحيد سمح لي المشاركة بعد تدخل وجاهات البلد ، وبعد فترة سألته إذا لم تكن تحبني لماذا تزوجتني اخبرني وبكل وقاحة تزوجتك لانتقم من اهلك وأمك تحديدا ، تزوجتك لأشفي غليل والدتي التي كانت تكره أمك وتغار منها حتى أذلها ...
كل هذا تقول ساجدة لان أمي محبوبة بين الناس والكل يمدحها على العكس من والدته على الرغم ا ن أمي تكون ابنة خال حماتي أي زوجة عمي "
تضيف لموقع الصحافه والاعلام العالمي: في احد الأيام جاءت أمي لزيارتي خمس دقائق فقط ووصله أمر الزيارة عن طريق أمه وعندما عاد إلى البيت قام بضربي بعصا غليظة على يدي وظهري يومها شعرت بألم شديد بيدي وعلى اثر ذلك أصيبت بكيس ماء وهي بحاجة لعملية جراحية ويدي مهددة بالإصابة بالغر غرينا بسببه وحتى اللحظة مازلت أعاني من وجع شديد بها مايجعلها تعيقني في الأعمال المنزلية لأنه يمنعني من إجراء العملية أو العلاج ."
يحرمني من الأكل
تنهدت ساجدة من الأعماق بعد أن  لملمت أنفاسها بعض الشيء وقالت :" كنت معظم أيام الأسبوع أتناول الزيت والزعتر أو الخبز والشاي فكان زوجي يحضر اللحمة أو الدجاج له ويقسمها على أجزاء ويضعها في الثلاجة ويهددني بالضرب إذا أكلت منها ، فكانت أمي تهرب لي بالسر صحن طبيخ لآكل منه يومين لأقوت نفسي به ، أما الملابس فطوال سنوات زواجنا لم يشتر لي خيط بإبرة مثل مابقولوا فلولا أخواتي كانوا يعطوني من ملابسهن ومازلن حتى اليوم . توقفت قليلا عن الحديث لتشرب كأسا من الماء وعندما سألتها عن الأطفال قالت الأطفال هم من كسروا ظهري فانا عشانهم تحملت كل هذه الحياة ، فقد أنجبت ولدا عمره الآن سبع سنوات فرحت كثيرا لأني توقعت أن الطفل سيجعله يغير معاملته لي للأحسن ولكن للأسف لم يحصل أي تغيير ومن ثم أنجبت بنت وعمرها سنتين ."
تتابع " كنت دائما اذهب إلى منزل أهلي واشتكي عليه خاصة أن علامات الضرب ظاهرة على جسدي ولكن بكل مرة كان يتدخل الأقارب وكبار البلد ويتعهد زوجي أمامهم بعدم ضربي ومعاملتي معاملة حسنة ولكن عبث ما أن أعود إلى البيت تعود الاهانات والضرب من جديد ، فالحياة بيني وبينه معدومة حتى الحياة الزوجية فانا أنام بغرفة وهو بغرفة . وان أراد مجامعتي امتنع عنه فيشتكي لوالدي فاضطر للخضوع له تحت التهديد والوعيد والضرب أحيانا كثيرة .
طعنني بشرفي
كان يخوننني على مرأى ومسمع مني كان طوال الليل على الانترنت يدردش مع نساء والعياذ بالله منهن ويحكي مكالمات هاتفية على التلفون الأرضي مع بنات تقول ساجدة "في يوم من الأيام وصلت فاتورة التلفون وكانت قيمتها 1500 شيكل وعندما فتحتها سألته عن الرقم الدولي المتكرر في الفاتورة ، قال لي اخرسي ما إلك دخل ، وبأي حق تفتحي الفاتورة ، والله ستدفعين الثمن غاليا على فعلتك ، ويا لهول ماهددني به إن أخبرت أحدا " سأطعنك بشرفك ..سأتهمك بالعاطل .. سأبعث عليك شبابا يعجبوا فيك. عندها تركت البيت وأخذت ابنتي معي أما الولد منعه من الذهاب معي .
أخبرت أهلي بما هددني به عندها أهلي اقتنعوا بضرورة الطلاق ورفعت دعوى عليه . وكان دائما يتغيب عن جلسات المحكمة فتضطر المحكمة تأجيل الجلسة، بقيت عند أهلي مدة ثلاثة شهور وابني عنده ، مسحت ساجدة دموعها التي انهمرت رغما عنها بعد أن حاولت حبسها وتابعت قولها " اشتقت لابني كثيرا فقد منعه من زيارتي وعندما ذهبت إلى المدرسة لرؤيته والاطمئنان عليه رفض ابني التجاوب معي وقال " بابا يضربني ، وحكى ماتقرب على أمك وتحكي معها عشان فيها جرب وعليها مرض معدي بموت ، وأنا مابدي أموت "
عنها تمنيت الأرض تنشق وتبلعني قبل أن اسمع هذا الكلام من فلذة كبدي ". وبعد أن تقدم شاب لخطبة أخت زوجي أرسل جاهه على بيت أهلي لأرجع إلى البيت وإلغاء دعوى الطلاق ، وبالفعل عدت له بعد أن تعهد إمام وجهاء البلد بان تتحسن المعاملة ويسمح لي بتبادل الزيارات مع أهلي ، لا أخفيكم أن شوقي لولدي وخوفي عليه هو ما دفعني للعودة للعذاب من جديد ومثل مابحكوا مشان الورد يهون الشوك .
" ومازالت مشاهد العذاب اليومية التي أعيشها مع زوجي مستمرة حتى اليوم ، فالموت ارحم بمئة مرة من الموت البطيء الذي أموته باليوم ألف مرة "



هناك تعليق واحد: