الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

كيف روضت مديري؟

موقع الصحافه والاعلام العالمي

shutterstock_76839388.jpg


مديري في العمل، رجل خمسيني، ببطن مكتنز وقائمة من الأمراض، وأموال مكدسة في البنوك، وزوجة وأبناء كثر، وأنا سكرتيرة عادية مثل أي خريجة جامعية. وسرعان ما اكتشفت أنه «بصباص» لا يفلت من عينيه أي ذيل تنورة نسائية مهما كانت بعيدة، بل يطلق العنان لحواسه الخمس لتلتقط المعلومات عن صاحبتها.
اختطاف
حين أصبحت سكرتيرته كان يعتقد أني صيد سهل، واعتقد أيضاً أني سأقوم ببعض الأدوار التي يجب أن تقوم بها زوجته، أو التي يجب أن تقوم بها السكرتيرة التي تطفح بها الأفلام العربية، والتي صورت السكرتيرة بأنها «خطافة رجالة»، ولذلك كان مديري على استعداد تام أن يُخطف، كان جاهزاً، وكنت له بالمرصاد، ولكن ليس لاختطافه.
هدية
في الأسبوع الأول من عملي أهداني بعد ساعات الدوام بطاقة دعوة لأحد المطاعم الفخمة؛ بحجة أنه مطعم جديد ويريد أن يجرب الأكل المقدم فيه؛ حتى يدعو إليه العملاء إن أعجبه، وبالصدفة البحتة كان أخي هو صاحب المطعم، فقلت له: المطعم كله على حسابك، والطعام طبعاً سيروق لك؛ فأنا جربته سابقاً. فابتلع مديري المقلب الصغير، ولكني كنت أجهز له مقالب أخرى.
عطر
حين أهداني زجاجة عطر فاخرة أرسلتها بعلبتها لزوجته مع كارت من كروت زوجها، أي مديري، وحين اتصلت به زوجته تشكره على أنه تذكرها بهذه اللفتة كان السيل مع مديري قد بلغ الزبى، فصاح بي: أي السكرتيرات أنت؟؟ فتلوت على مسامعه قائمة الشهادات والخبرات التي حصلت عليها، والتي كانت تؤهلني لوظيفة أفضل، حينها سكت مديري، ولاذ بالصمت.
موظفة رائعة
الأيام التالية أثبتت له أني مجرد موظفة مجتهدة، كان من الممكن أن تكون موظفاً ذكراً، فلم يعد يطيل النظر لذيل تنورتي، ولم يعد يجد حرجاً وهو يشكو لي من قائمة أمراضه، ولكنه لم يتوقف عن طلب مساعدتي في اختيار أفضل أنواع الصبغة؛ ليغير لون شعره الأشيب، معلناً بذلك أنه لن يخسر موظفة رائعة مثلي من أجل أفكار بالية ترسخت في عقول المدراء أمثاله.
نجاح وفشل
حقاً نجحت في ترويض مديري، واحتفظت بوظيفتي، ولكني لم أنجح في منع عرض مسلسل تركي جديد سيعرض على كل الفضائيات الجديدة بعنوان «سكرتيرتي الحسناء وخريف العمر».
وأنت ماذا عنك، إلى أي حد تسمحين لمديرك أن يتجاوز حدوده معك؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق