السبت، 22 ديسمبر 2012

هل توقفت دبلجة المسلسلات التركية في سوريا؟

موقع الصحافه والاعلام العالمي

lhmfgnmvbmn v5435nvbbv.jpg



خابت توقّعات كلّ من ظنّ أنّ استيراد الدراما التركيّة إلى سوريا سيتوقّف في ظلّ الأوضاع السياسيّة المتوتّرة بين سوريا وتركيا، إذ ما تزال شركات الإنتاج السوريّة تستورد المسلسلات التركيّة وتقوم بدبلجتها، وسط حركة انجذاب شديدة تُصيب الفنّانين السوريين؛ النّجوم منهم والخريجين الجدد، خاصّة في ظلّ غياب الفرص الدراميّة السوريّة وتصوير أغلب الأعمال خارج سوريا بسبب الأحداث.
ومع معرفة شركات الإنتاج التركيّة والمحطّات العربيّة التي تشتري الأعمال التركيّة لمدى حاجة الفنّانين السوريين لفرص الدوبلاج، كان ثمّة شروط جديدة وضغوط مارستها شركات الإنتاج التركيّة على شركات الإنتاج السوريّة، فقام الجانب التركيّ بتخفيض أجور الممثلين، وبات يطلب إنجاز الدوبلاج في وقت قياسيّ في ظلّ التغاضي عن الظروف الصعبة التي تمرّ بها سوريا...
النّجوم يتسابقون إلى الدوبلاج
الفنّانة السورية الشّابة رنا ريشة التي قامت بتنفيذ الدوبلاج لعشرات الأعمال التركيّة، أكّدت  أنّ الدوبلاج هو القطاع الفنيّ الوحيد الذي لم يتأثّر بالأحداث التي تجري بالبلاد، إلى جانب كثافة المشاركة بالدوبلاج من قبل خريجي المعهد العالي للفنون المسرحيّة الجدد، فضلاً عن الفنّانين المواظبين على الدوبلاج قبل بدء الأحداث. وتؤكّد ريشة أنّ ندرة الأعمال الدراميّة السوريّة التي يتمّ تصويرها في ظلّ الأزمة هي من دفع كلّ أولئك الفنّانين إلى اللجوء للدوبلاج كبديل فنيّ موجود، في ظلّ غياب الفرص الدراميّة ضمن سوريا.
شركات الإنتاج السوريّة تحت التهديد
من جانبها، الفنّانة السوريّة لمى إبراهيم والتي قامت بدوبلاج صوت "السلطانة هيام"، في المسلسل التركيّ الشهير "حريم السلطان"، أكّدت أنّ هناك ضغوطاً عديدة يواجهها الفنّان السوريّ من قبل شركات الإنتاج التركيّة والمحطّات الفضائيّة التي تعرض الأعمال، بسبب الظروف التي تمرّ بها سوريا؛ وأقرب مثال على ذلك هو تخفيض أجور الفنّانين العاملين بالدوبلاج وتهديد شركات الإنتاج السوريّة التي تُشرف على الدوبلاج بتوريد الأعمال التركيّة إلى بلدان عربيّة أخرى، فضلاً عن الضغوط المستمرّة لتسليم دوبلاج الأعمال في وقت قياسيّ، غير مقدّرين للظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد.
وتعقيباً على كلام الفنّانة إبراهيم كشف مصدر في شركة إنتاج سوريّة أنّ الفنّانين السوريين يضطرّون، في بعض الأحيان، إلى النّوم في الاستديو لضمان إنجاز دوبلاج الأعمال في الوقت الذي تطلبه المحطّات العارضة، وهم باتوا يُعانون من عدّة صعوبات،لا سيّما على صعيد الوصول إلى الاستديو، بسبب وجود مشاكل أو اشتباكات في محيط إقامتهم. كذلك يدور الحديث حول أنّ العديد من شركات الإنتاج السوريّة التي تهتمّ بالدوبلاج تفكّر بنقل مقارّها إلى خارج سوريا والاستعانة بفنّانين من العرب، بسبب صعوبة إنجاز الأعمال في سوريا.
13 ساعة من العمل المتواصل
وبينما تُعاني بعض شركات الإنتاج من الظروف الصعبة، تسير أمور الدوبلاج على قدمٍ وساقٍ في شركة "فردوس" التي تشتهر بدبلجة الأعمال التركيّة، حيث قال مصدر في الشركة: "نحن شركة ننفّذ الدبلجة لصالح المحطّات التي تشتري الأعمال المدبلجة. نحن لم نشترِ أيّ عمل، لذلك لم نُعاني من أيّ صعوبات، والأمور تجري بشكل جيّد، ولا يوجد أيّ ضغوط، لأنّ المحطّات هي من تشتري الأعمال التركيّة وتُرسلها إلينا. نحن لا دخل لنا في سياسات الشّراء، وتقوم الشركة حاليّاً بدبلجة مسلسلين مكسيكيّين، هما "ماريانيللا" و"انتصار الحبّ". كذلك تستعدّ الشركة للبدء بدبلجة ثلاثة أعمال جديدة خلال الأيّام القادمة".
وأكّدت شركة "فردوس" أنّ أمور الدوبلاج تسير بشكل جيّد ومكثّف في الوقت نفسه، حيث تسير عمليّات الدوبلاج من السّاعة التاسعة صباحاً، وتستمرّ حتّى العاشرة مساءً، أي بمعدّل 13 ساعة يوميّاً، حسب ظروف الفنّانين والأوضاع العامّة للبلاد.
لا بديل عن الدراما السوريّة
أمّا الفنّانة السوريّة سحر فوزي والتي تُعتبر من أكثر الفنّانات مواظبة وشهرة في مجال الدوبلاج، فقد أشارت إلى أنّ مشاركاتها المتعدّدة في دبلجة الأعمال التركيّة لا يُمكن أن تكون بديلاً لمشاركتها في الأعمال الدراميّة السوريّة، لافتة إلى أنّها تحرص على المشاركة بأعمال الدوبلاج منذ ما قبل الأزمة في البلاد.
وحول الحديث الذي يدور عن حلول الدراما التركيّة كبديلة للدراما السوريّة، في ظلّ قلّة الأعمال المحليّة التي يتمّ تصويرها، أكّدت فوزي استحالة سقوط الدراما السوريّة مستشهدة بالموسم الدراميّ الفائت الذي عرض فيه أكثر من 20 عملاً متنوع رغم أن الأحداث كانت مشتعلة في البلاد, مضيفة " كان هناك سويّة أعمال سورية أكثر من رائعة على كل المستويات, وقد شكلت الأزمة حافزاً لنا لتقديم الأفضل فاستمرت الدراما السورية بألقها وتصاعدها الناجح, ورغم حبّ المشاهد العربي للدراما التركية إلا أنها من المستحيل أن تشكّل بديلاً للدراما السورية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق