الأحد، 23 ديسمبر 2012

أنا.. وناكر المعروف

موقع الصحافه والاعلام العالمي

shutterstock_92569954.jpg


خلت أنّ الصبر والتنازل ضروريان حتى يسير مركب الحياة الزوجية حينما يصادفه الأمواج العاتية... التي طالما كانت تصادفه منذ بداية زواجي... خلت أنّ علي التحامل على نفسي حتى اعتاد الحياة الزوجية معه، وأنّ العشرة كفيلة بإذابة الفروق وتلين قلبه تجاهي.
إلا أنني كنت مخطئة أشد الخطأ... فمن تزوجت منه لم يكن سوى رجل جاحد يزيده كرم الأخلاق سوءاً في المعاملة ويزيده الصبر جرأة على الخطأ الذي وصل به حد الخيانة... وما فوق الخيانة...
بداية القصيدة كفر
تزوجت في سن المراهقة كحال معظم الفتيات السعوديات، كنت وقتها أحلم بتكوين أسرة صغيرة يغلفها الود والحب بوجود زوج حنون، وأطفال يملؤون علي حياتي، فكانت صدمتي الأولى بعد الزواج بأنّ زوجي يعاملني بجفاء رهيب وكأنه زاهد للزواج والحياة الزوجية، وكل ما يهمه دراسته ونيل شهاداته العلمية، فما كان مني إلى أن صبرت.
وتجاهلت كل ذلك، وتغاضيت عن تصرفاته الفظة، وتعامله الذي يفتقد للاحترام، ونسيت مع الوقت أو تناسيت أنني أنثى تبحث عن السكن في ظل رجل يتودد إليها، وأخذت أنشغل بأبنائي وتربيتهم... وبقيت في المنزل كأم لا زوجة إلا أنّ هذا التنازل لم يرضه.
الحادثة الكبرى:
ذات يوم أصيب ابني الصغير بحادث منزلي حيث ابتلع مواد كيمائية خاصة بالتنظيف مما أصابه بمشاكل صحية خطيرة اضطرتنا لإجراء عمليات جراحية له حتى أنني مكثت شهراً كاملاً معه في المستشفى، وكان زوجي يزوره بشكل متقطع، وكلما زاره ألقى باللوم عليّ وهددني بالطلاق، كنت في حالة نفسية يرثى لها فابني يضيع من بين يدي لذا لم أكن أكترث بما يقول وقتها.
لم أكن بحالة تسمح لي بأن أستوعب الأمر، أو أتخيل بأنه وفي الوقت الذي كان ابني يصارع من أجل البقاء وأنا معه غائبة عن المنزل أنّ زوجي كان يستعد لاستقبال زوجة جديدة وإحلالها مكاني... ولم أكن أتخيل بأنّ حقيبة ملابسي ستصلني إلى المستشفى، وأنّ حياتي الزوجية ستنهي بهذا الطرد المهين لتبدأ سلسلة عذابات جديدة.
ناكر المعروف:
أبعدت عن منزلي قصراً، وعدت إلى منزل أهلي بسبب ناكر المعروف الذي لم يقدر صبر السنين وتحجح بالحادثة السالفة ليتزوج ممن كان يخونني معها، بل إنه أبقى الأبناء معه وحرمني منهم.
حتى أنهم الآن لا يجدون الحب والرعاية والاهتمام في منزل أبيهم الذي قام بطرد أحدهم ذات مرة إرضاء لزوجته، وكردة فعل على تصرفاته معي أصاب أهلي داء العند فأصبحوا يرفضون قدوم أبنائي للزيارة الأسبوعية عناداً بأبيهم، كما أنّ معاملتهم لي كمطلقة أصبحت سيئة جداً حتى أنهم يرفضون استقلالي في منزل حتى أتمكن من ضم أبنائي فيه.
فماذا أفعل بعدما وقعت بين المطرقة والسندان بين زوج جاحد ناكر للمعروف وأهل يرفضون الوقوف معي لمحاولة استرجاع حقي المتبقى وهو حضانة أبنائي وأخذهم من براثن هذا الشخص الظالم...
الرأي الشرعي:
يخبرنا الداعية محمد الماجد عن الرأي الشرعي في القضية بما يخص موضوع النفقة والحضانة، وما يجب على صاحبة القصة فعله حتى تحصل على حق حضانة أطفالها ولمّ شملهم بعدما تنكر لها زوجها وتزوج بأخرى، وبعدما تخلى عنها أهلها قائلاً:" على صاحبة القصة أن تعلم حقوقها الشرعية في هذا الموضوع وتدركها جيداً، فالزوج في هذه الحالة ملزم بتوفير السكن للأبناء والإنفاق عليهم، وملزم أيضاً بالنفاق على الزوجة مادمت حاضنة".
عندها سألناه عن حق الحضانة خاصة وأنّ أعمار الأبناء متنوعة ومتفاوتة، فأجاب:" الأطفال ما دون السبع سنوات حضانتهم للأم، وبعد السبع سنوات يتم تخيرهم، وفي حال اختاروا الأم فالأب ملزم شرعاً بتوفير السكن والنفقة لذا فبإمكانها المطالبة بحق الحضانة شرعاً وقانوناً".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق