على أعقاب العرض الباريسي الأول الذي قدّمه في يناير الماضي، شهد الرابع من يوليو 2012 مصمّم الأزياء رامي العلي وهو يبهر عاصمة الموضة مجدداً مع مجموعة من الابتكارات المستوحاة من الطراز الباروكي. وكانت جميع الأنظار شاخصة إلى تصاميم العلي التي كانت تعبّر عن تقديره لذلك العصر الفني المشهور.
تراث اوروبي، قرون مُشربة بالفنّ الباروكي تتّسم بالأناقة والجمال. لوحات مفعمة بالحيوية تسحر العين وتثير الأحاسيس، وكأن جميع أشكال الفنون قد اعتنقت هذه النظرية. برزت معالم الإسراف والبذخ في المبنى مع الأشكال المسيطرة والعناصر الثابتة المزخرفة التي زيّنت التصاميم. فأسرت التمثيليات المسرحية التخيّلات بينما انغمست الصور الزيتية في أهواء البيئة المحيطة. وانتقل الشغف عبر أغراض مفعمة بالتألق والرغبة، بما أن التعبير الفني بات يشكّل طليعة المجتمع. كانت اوروبا تنبض بالحياة عبر إثارة قوية تتمتع بسلطة مطلقة، صادقة لا يشوبها غموض.
واكتسبت هذه التشكيلة من التصاميم لمستها المثيرة للأحاسيس عبر طيف ملوّن يتألّف من أشكال منمّقة ملوكية الطابع. بعد الاستهلال بتدرّجات بالغة الرقة من الفضي الكلاسيكي ولون الشامبانيا، ترشح مِلونة المصمّم بتدرّجات من الذهب النفيس والبرونزي فتمنحها إغراءً غنياً. ألوان تنبض بالحياة كالفوشيا والأرجواني تضفي القوّة على جوّ العرض وطاقة تنبض بالحيوية على المجموعة. أنسجة غنية تجسّد الاتقان مع أقمشة متعدّدة الطبقات شغلتها أنامل المصمّم بفنّ لخلق أبعاد جديدة وأسلوب مبتكر؛ ومزيج رائع من التول والدانتيل والموسلين والقماش المقصّب والتفتا اللماعة الفريدة يوفّر الوسائل المطلوبة لصنع تصميمات مميزة مستوحاة من الفنّ الباروكي بواسطة أقمشة فاخرة مع تفاصيل معقدة وتطريز مبتكر على نحو مذهل.
وشكّلت المعالم الزخرفية قلب هذه المجموعة، سواء كانت موجودة في الجرأة المبرزة بصورة خاصّة او في الجمال الغامض.
فساتين ضيّقة وطويلة تلامس الارض نقلت صورة التصاميم الباهظة التي حرص المصمّم في تفصيلها على إبراز معالم جسم المرأة بشكل رائع، فيما جسّدت التصاميم القصيرة التي استعادت خطوط موضة خمسينيات وستينيات القرن الماضي الجيل الجديد في عالم تصميم الأزياء. وظهرت تفصيلات العنق غير المتناسقة بشكل واضح في المجموعة بحيث شكّلت التفصيلة وحدها جزءاً مكمّلاً للفستان.
تحتضن هذه المجموعة بقطعها العشرين حيوية دور الأزياء وتصميم الملابس النسائية بكلّ ما في الكلمة من معنى مع عودة المثل التقليدية والتاريخية لتسيطر على عالم الموضة العصرية بأسلوبها الرفيع.
وقد تم العرض في فندق لو موريس، صالون بومبادور، شارع 228 ريفولي دي ريفولي ، 75001 باريس، فرنسا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق